من مقابلة السيد عدنان أوكطار على قناة A9TV في يوم 18 يونيو 2015
بولنت سيزجين: "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا * وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا" سورة مريم - آية 65-66.
عدنان أوكطار: يخبر الله بأن عليهم التركيز، فإذا قاموا بالتدبر جيدًا، ستتفتح الحقيقة أمامه، حقيقة الدار الآخرة والجنة ستتفتح أمامهم، لكن يجب على المرء التدبر والتفكر أولًا. على سبيل المثال: الإيمان بالله، إذا قرر المرء أن يُحب الله فسيتسع أفقه وسيزيد تدفق المعلومات إلى عقله وستزداد قدرته على الحكم على الأشياء. نفس الأمر مع الإيمان بالملائكة وبالقدر، يجب على المرء التدبر في تلك الأمور ويزرعها بالإيمان داخل عقله، أعني أن الكثير من الأفراد لديهم معرفة سطحية عن الأمر، لكنها ليست مُتجذرة، لن يحصد المسلمون هذه الميزة إلا بالتقوى، يجب على المرء أن يُطور معرفته حتى تكون متجذرة بعقله.
نعم، أنا أستمع.
بولنت سيزجين: في آية أخرى يقول الله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" سورة الحُجرات – آية 15.
عدنان أوكطار: يريد الله إيمانًا قويًا، لكن هذا يأتي من روح نقية، لا يمكنك أن تُحصل ذلك بدون ضمير نقي، يجب على المؤمن أولًا أن يتكسب البراهين على وجود الله، وسيجد أن هذه البراهين مذهلة تمامًا، لكنهم إذا لم يتدبروا جيدًا وبذلوا الجهد الكبير وركزوا فحتى إذا ما مرت البراهين من أمام أعينهم، فربما لا يلاحظونها كما تخبرنا الآية. لذلك، فالاهتمام والتركيز مهمان جدًا حسبما يُخبرنا القرآن. يقول الله تعالى "أولم يتفكروا؟" وبالطبع يتعين على المرء أن يدعو من أجل ذلك أيضًا. على المرء أن يدخل في صلاة خاشعة ويتدبر بعمق لكي يستطيع أن يُحصل تلك المعاني.
بولنت سيزجين: لقد شرحت من قبل بالفعل كيف يقول الله "سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"، لكنك قلت أنه يُشير لآيات في الخارج كما يشير لآيات القرآن أيضًا.
عدنان أوكطار: طبعًا.
جوبلاك بارلان: وبالحديث عن هذا الفرق، يقول ربنا - سبحانه وتعالى - "وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ" سورة الروم – آية 60، لذا فهم ليس لديهم يقين بما يؤمنون.
عدنان أوكطار: إذا ما فكر المرء قليلًا وبصدق، فحتمًا سيجد هذا الأمر، لكن إذا ما كانوا في لا مبالاتهم وغفلتهم غير المعقولة، فحينها بالطبع لن يستطيع المرء أن يفهم أي شيء.
